10 خرافات عن لينكس تخيف المستخدمين الجدد. إيَّاك أن تُصدِّقها!

إنه الوقت المناسب لتصحيح المعتقدات الخاطئة عن لينكس

مقدمة

نعود اليوم لمواصلة سلسلتنا التي بدأناها منذ أشهر: سلسلة التعريف بلينكس. واليوم نقدم جزءا ثالثا منها بعد أن قدمنا مقالا أول بعنوان “ما هو نظام لينكس: مدخل للتعريف بأنظمة جنو/لينكس“، ومقالا ثانيا بعنوان “لماذا لينكس؟ 13 سببا تجعل جنو/لينكس “التغيير القادم الذي تستحقه”. سنخصص موضوع اليوم للحديث عن المعلومات المغلوطة الرائجة بكثرة عن أنظمة جنو/لينكس.

معتقدات مغلوطة ومجانبة للصواب عن نظام جنو/لينكس

لطالما كان نقد لينكس أمرا شائعا في الأوساط التقنية وغير التقنية منذ بدايته حتى يومنا هذا. المشكلة لا تكمن في النقد فهو مطلوب بشدة ولولاه لما وصلت أنظمة جنو/لينكس لما هي عليه اليوم. وكما هو معروف فلا وجود لنظام تشغيل أو أي شيء تقني خال من المساوئ. لكن المشكلة تكمن في النقد غير الموضوعي البعيد تماما عن الواقع. للأسف الشديد نجد اليوم كثيرا ممن يدينون لينكس بالمساوئ غير مطلعين على واقعه أو ممارسين للمغالطات التقنية؛ ما يجعل كثيرا من معلوماتاهم عن لينكس إما خاطئة بالمرة أو معلومات قد عفى عليها الزمن حرفيا، ولم تعد مناسبة لوصف حقيقة النظام ووتيرة تطويره ونتائج ذلك في السنوات الأخيرة، ما يجعل هذه الانتقادات والشكاوى والمعلومات في كثير من الأحيان (للأسف الشديد أيضا) مضلِّلة مجانبة للصواب ولن نبالغ إن وصفنا نسبة معتبرة منها بالخرافات التقنية.

دعونا الآن نبدأ باستعراض أبرز المعتقدات المغلوطة عن نظام جنو/لينكس التي وجب تصحيحها وتحديثها.

1. لينكس معقد وصعب الاستخدام

معلومة عفى عليها الزمن ولم يحدثها متبنوها أو لا يربدون تحديثها أصلا. استخدام واجهات لينكس قديما كان صعبا بعض الشيء. لكن ذلك تغير تماما حاليا، فرغم اختلاف طريقة استخدام لينكس جزئيا عن نظامي ويندوز وماك فإنه قد يُعَدُّ سهل الاستخدام وبسيطا جدا. لكن ذلك يحتاج لضرورتين أساسيتين: قابلية التغيير (ليس تغييرا كبيرا بالمناسبة) والتعود. فالسهولة لا تأتي إلا بعد التعود والتعود يحتاج إلى وقت، لذلك فالنصحية الأولى التي نقدمها لأي مستخدم يود تجرِبة أنظمة جنو/لينكس هي أن يمنح لنفسه و للنظام الوقت الكافي في التعلم واكتساب الخبرة والتعود (مثل أي تجرِبة جديدة في الحياة بصفة عامة). وغالبا سيكتشف حينها أن لينكس سهل الاستخدام بل ربما أسهل وأكثر عملية من غيره من الأنظمة.

2. لينكس بدائي،بشع وغير جذاب

غالبا من يقول هذه العبارة إما نقلها دون تيقن من صحتها أو اطلاع على واجهات لينكس حاليا ويريد لصقها على غيره. أو أنه فعلًا اطلع على واجهات لينكس لكن قبل عشرين سنة وليس الآن، ثم لم يُحدِّث أو لم يرد أصلا تحديث معلومته ونظرته على الرغْم أن نفس الشخص يحدث باستمرار نظرته لواجهة ويندوز منذ إصدار ويندوز 95 حتى ويندوز 11 الحالي. كتصحيح لهذه المعلومة فإنه توجد عدة واجهات سطح مكتب مختلفة يتبع عدد منها فلسفة التصميم الحديثة التي تكون أيضا مناسبة للأجهزة اللمسية واللوحية. وتتسم غالبيتها بقدر كبير من الجمالية بالإضافة لإمكانية تخصيصها الكبيرة حسب التفضيل لتعطي شكلا مغاير تماما عن الشكل الافتراضي وأجمل بكثير من نظام ويندوز وماك في بعض الأحيان.

3. لينكس يعمل بالطرفية (سطر الأوامر) فقط وليس لديه واجهة رسومية

هذا الاعتقاد الخاطئ من أكثر الأسباب الذي يسبب رهاب لينكس. استخدام الطرفية على أنظمة جنو/لينكس مِيزة في القوة وسرعة الأداء والعملية وليست عيبا في سهولة الاستخدام بل إن التعود عليها يؤدي بالمستخدم لتسهيل تجرِبة استخدامه وليس صعوبتها كما هو شائع للأسف. ومن الخطأ الفادح الحكم على شكل شاشة الطرفية السوداء (تستطيع تغييرها لأي لون تريد بالمناسبة) والحكم على استخدام لوحة المفاتيح فيها بدل الفأرة ثم تعميم حكم سهولة أو صعوبة الاستخدام على النظام بالكامل.

وبغض النظر عما ذكرنا فالسؤال الذي سيستغرب البعض من إجابته هو : هل المستخدم يحتاج للطرفية دائما؟ الجواب قطعا هو لا. هل المستخدم بحاجة لاستخدام الطرفية أصلا؟ الجواب قطعا أيضا هو لا إن كان هذا المستخدم عاديا ولم يحتج لإنجاز مهام متقدمة محددة. يمكنك استخدام الواجهة الرسومية لأداء جميع مهامك اليومية العادية بصفة كاملة. شخصيا أعرف كثيرا من المستخدمين استعملوا أنظمة جنو/لينكس بصفة يومية أساسية لمدة شهور وسنوات دون أن يحتاجوا لاستخدام الطرفية، وكتجربة شخصية فأنا لم أستخدم الطرفية في بداياتي إلا بعد شهرين من بداية استخدامي للينكس وعندما استخدمتها كان ذلك بداعي التعلم وليس بداعي الحاجة والضرورة.

4. لينكس للمحترفين ومهووسي التقنية وأصحاب الخبرة فقط

بسبب توفير لينكس لخيارات تحكم واستخدام متقدمة يظن البعض أنه لا يمكن لشخص البَدْء معه إلا إذا امتلك خبرة في ذلك والسؤال هنا: من ذا الذي سيملك خبرة في لينكس وهو لم يجربه حتى؟ أليس من المفترض أن تأتي الخبرة بعد التجربة؟ أليس من المفترض أيضا أن تكون لأي تجرِبة بداية؟ أليس من المفترض أن ما يسبق البداية هو العدم؟ على هذه الشاكلة فجميع الأشخاص لا يناسبهم لينكس لأنك لن تجد مهما بحثت شخصا يملك الخبرة في لينكس وهو لم يجربه أصلا. إذا طلبنا الخبرة في التعامل مع النظام أول مرة فإن ذلك يشبه أن يمنع شخص ابنه الصغير من التعامل مع الحاسب ونظام ويندوز أول مرة وإذا اعترض الصبي يجيبه الوالد: أنت لا تمتلك الخبرة لذلك؛ اكتسبها من العدم ثم سأسمح لك باستخدام الجهاز!

أنظمة جنو/لينكس كغيرها من الأنظمة على مختلف المنصات وكغيرها من التقنية التي أساسها الأول تجرِبة المستخدم. بالنسبة للينكس فمجاله واسع؛ واسع جدا لكنه أيضا مستويات عدة تختلف درجة صعوبة تعلمها والتعود عليها باختلاف المحطة التي يجلس فيها المستخدم منتظرا انطلاق رحلة تقله للمستوى الآخر؛ رحلة هو من يقرر بنفسه إن كان يود المضي فيها أو التوقف في محطته الحالية لأنه ببساطة لا يحتاج للتنقل مجددا.

جميع مستخدمي لينكس الحاليين بدؤوا من نقطة الصفر. وليس مطلوبا من جميع مستخدمي لينكس أن يكونوا مدراء أنظمة أو مطورين فهذا الصنف يمثل نسبة صغيرة جدا من مجموع مستخدمي أنظمة جنو/لينكس. كمستخدم جديد فأنت تحتاج لصفر من مهارات المطورين ومديري الأنظمة لكي تثبت توزيعة وتثبت التطبيقات عليها وتستخدمها وتتعامل معها بصفة عادية. بالطبع لن نقول للمستخدم الجديد استخدم الطرفية في عملك بالضرورة. فهو ليس بحاجة لذلك لا وهو مبتدئ ولا عندما يصبح متقدما إن أراد ذلك. وبالحديث عن موضوع المبتدئين فإنه توجد كثير من التوزيعات المناسبة لهم للاستخدام العادي وتجربة استخدامها مقاربة لتجربة استخدام الأنظمة الأخرى أو دعنا نقول أنها مقاربة لمبدأ استخدام الحاسب وهو واحد مهما تغيرت فلسفة الأنظمة. ما يحتاجه المستخدم هو فقط حب للاستطلاع، قابلية التغيير وبعض الوقت للتعود. والشاهد هنا أن النسبة الكبرى من التوزيعات المشهورة هي فعلا موجهة للمبتدئين والاستخدام العادي وليس لمن لديهم خبرة.

5. لينكس لا يدعم العتاد والأجهزة

هذه المعلومة كانت صحيحة في الماضي البعيد لكن ليس هذا هو الحال الآن. الحقيقة أن لينكس تطور ونما منذ ذلك الوقت بشكل كبير في مسألة دعم الأجهزة والعتاد. يعمل مطورو نواة لينكس كل مرة على دعم مجموعة واسعة من العتاد الحديث و توفير دعم أكبر للعتاد القديم المدعوم آنفا. كمثال على ذلك فإن معالجات M1 الحديثة من شركة Apple تلقت دعما مبدئيا في نواة لينكس بعد بضع شهور فقط من إصدار هذه المعالجات.

كمستخدم فإنك غالبا لن تجد مشكلة مع تعريف قطع حاسوبك أو أجهزتك الموصلة به. فغالبية توزيعات لينكس تدعم أغلب الأجهزة ولن تحتاج فيها لأي إعداد على الإطلاق. حتى المشاكل القليلة الموجودة مع قطع معينة فغالبا ما يكون سببها رفض شركات العتاد لإصدار تعريفات تتوافق مع لينكس أو على الأقل إصدار المواصفات التقنية الكاملة لعتادها حتى يتمكن مطورو لينكس من بناء تعريف متوافق معها. يحدث ذلك مع البطاقات الرسومية القديمة لشركة NVIDIA لأنها تخلت عن دعمها، مع ذلك يوجد تعريف مفتوح المصدر يدعى Nouveau لدعم مختلف أنواع بطاقاتها قديمة كانت أم جديدة. ولا ننسى أن تعريفات الشركة الرسمية لعتادها الحديث أصبحت جيدة جدا وأحسن بكثير مما سبق.

لحسن الحظ فشركات العتاد التي لا تهتم بنظام لينكس تتضاءل كل مرة ،لأن دعمه أصبح أولوية قصوى فرضها السوق التقني.

6. لينكس لا يدعم البرامج والتطبيقات.

هذه أيضا مغالطة شائعة تضرب بالمنطق عُرْضَ الحائط، فالبرامج هي التي تدعم النظام وليس النظام هو الذي يدعم التطبيقات. يمكن لأي شخص درس أو اطلع على هيكلة الحوسبة وأنظمة التشغيل معرفة ذلك. فالعتاد يأتي في قاعدة المكونات ثم يأتي بعده النظام تليه البرامج. لذلك فالنظام وسيط بين العتاد وبين التطبيقات، مهمته أن يتيح للتطبيقات استغلال موارد الجهاز وليس مهمته أن يتوافق مع التطبيقات التي تصدر بعد تاريخ إصداره! الشاهد على ذلك هو أنك في صفحة تحميل برنامَج ما ستجد مكتوبا أنه متوافق مع إصدارات ويندوز 8 و 10 مثلا وليس العكس.

سبب هذا المعتقد غالبا هو جعل برامج ويندوز التنفيذية من نوع EXE معيارا لا يمكن الحياد عنه لأي تطبيق، وتُعَمَّم بعد ذلك ضرورة استخدام هذا النوع على جميع أنظمة التشغيل. ويستغرب صاحب هذه الفكرة بعد محاولاته الفاشلة لتشغيلها على لينكس حتى عبر محاكي Wine؛ يستغرب قائلا: لينكس لا يدعم التطبيقات. وتصحيحا لذلك نقول أن هذه التطبيقات لم تصمم له أصلا ليدعمها. هي تطبيقات لويندوز وعدم عملها على لينكس سببه أن مطوريها لم يوفروها له وليس لأن لينكس لا يدعمها. لذلك فاللوم لا يقع على لينكس بل عليهم لعدم تطوير تطبيقات متعددة المنصات ولعدم اهتمامهم بفئة مستخدميهم على لينكس. كمثال عن ذلك مشغل الوسائط المتعددة VLC الذي يعمل على أنظمة لينكس بكفاءة أكبر منها على ويندوز ليس هو المِلَفّ التنفيذي EXE الخاص بويندوز بل هو تطبيق متوافق مع لينكس ومع مدير حزمه.

وجب أن نشير هنا أن الوضع في تغير وتحسن مستمر لأن تطبيقات كثيرة متوفرة على لينكس فعلا. إضافة لتوفر أخرى يوما بعد يوما في كل مرة يقرر فيها المطورون جدوى فعل ذلك بسبب عدد مستخدمي لينكس المتزايد يوما ببعد يوما.

7. لينكس ليس للألعاب

هذه الفكرة المغلوطة تتبع الفكرة السابقة لأنه يمكن أن نعد الألعاب برامج كغيرها. لذلك فالألعاب هي ما تدعم لينكس وليس العكس ومطوروها هم من يحددون استهداف مجتمع اللاعبين على لينكس أم لا. صحيح أن تطويرها لأنظمة تشغيل مختلفة لا يكون بنفس السهولة وبنفس الإمكانية لأنها هذه العملية قد تعتمد على محركات ألعاب ومكتبات رسومية مختلفة لكن ذلك لا يجعل لينكس مسؤولا عن عدم تشغيل ألعاب ويندوز.

قد يصل الاعتقاد بعدم عمل الألعاب على لينكس لحد التعميم فتجد شريحة معتبرة من المستخدمين واللاعبين يظنون أنه لا توجد لُعْبَة تعمل على لينكس. وتصحيحا لذلك نقول أنه لطالما وُجدت ألعاب تدعم لينكس وبالنظر للثورة التي أحدثتها شركة Valve مقدمة خدمة Steam للألعاب وانضمام شركات أخرى لها من قبيل Epic و GOG فإن نسبة كبيرة من الألعاب أصبحت تدعم لينكس سواء كانت مخصصة له أو كانت متاحة عبر طبقة توافقية لألعاب ويندوز. يكفي أن تعرف أنه بحلول شهر مارس آذار 2021 الماضي كانت نسبة 70٪ من أشهر 50 لُعْبَة تعمل على لينكس وأنه بحلول سنة 2021 تجاوزت الألعاب في منصة Steam التي تعمل بشكل افتراضي على لينكس 7000 لُعْبَة وأن عدد ألعاب ويندوز التي تعمل على لينكس باستخدام طبقة توافق Proton حتى كتابة هذه الأسطر قد تجاوز 16000 لُعْبَة. والموضوع في تطور وتحسن مستمرَّيْن.

8. لينكس لا يملك دعما تقنيا لأنه ليس ملكا لشركة تجارية.

نظريا وعمليا فإنه لا يمكن لأي مشروع تقني أن يستمر لمدة عقود ويحقق نجاحا كبيرا أدى لهيمنته على عدة مجالات لولا وجود دعم كبير له، لذلك فالتصور الذي يربط بالضرورة الدعم التقني لخدمة أو منتج بالشركة أو الجهة التي تقدمها تصور خاطئ تماما.

يوجد نوعان من الدعم التقني للينكس: الدعم المدفوع والدعم غير الدفوع. بالنسبة للمدفوع فإنه فعلا توجد شركات كبيرة تملك توزيعات مشهورة، خاصة فيما يخص حلول الخوادم والشركات؛ Redhat و Canonical و SUSE كأبرز الأمثلة. تقدم هذه الشركات دعما تقنيا شاملا لزبائنها عبر مختلف الوسائل وفي أي وقت يحتاج المستخدم فيه لذلك. أما بالنسبة للدعم غير المدفوع فما يميز لينكس هو مجتمعه المتعاون. تستطيع الاستفادة من مجتمعات لينكس الكبيرة على الويب ومنصات التواصل خلال 24 ساعة في اليوم. وستجد حينها مجموعة كبيرة من المتطوعين الذين يستخدمون أنظمة جنو/لينكس، والذين لديهم خبرة في المجال، والذين هم على استعداد لتوجيه صاحب المشكلة ومساعدته على حلها وتقديم الحلول العملية لها. كما وجب الإشارة للأرشيف الضخم لمواضيع المشاكل المحلولة في الماضي في هذه المجتمعات التي قد تجد فيها نفس مشكلتك أو مشكلة قريبة لها.

9. لينكس لا يستخدمه إلا عدد قليل من الأشخاص.

يحدث هذا الخلط غالبا لأن الأشخاص إما يستشهدون بمجتمعهم الصغير المحدود ومعارفهم في هذا المجتمع، فهم قد لا يجدون فعلا من يستخدم لينكس على سطح المكتب كنظام افتراضي أو يجدون أشخاص نادرين يفعلون ذلك. وإما بسبب خلطهم بين مصطلحي عدد المستخدمين ونسبة المستخدمين؛ فالنسبة القليلة لا تعني بالضرورة أن عدد من يمثلها صغير بل تعني فقط أن نسبتهم من مجموع النسبة الإجمالية صغير. وكلما كبر عدد من يمثلون النسبة الإجمالية زاد طرديا عدد من يمثلون أصغر نسبة موجودة.

من الصعب حساب عدد مستخدمي لينكس وتقدير نسبتهم بدقة، وذلك بسبب كون أغلب توزيعات لينكس متاحة للتحميل بالمجان، وبسبب تعدد توزيعات لينكس وعدم وجود شركة أو جهة واحدة تتحكم في عمليات توزيع نسخ النظام، لذلك فلا وجود لتقارير وسجلات للمبيعات. وأيضا كثير من توزيعات لينكس لا تعلم عدد مستخدميها لأنها لا تتعقب ذلك أصلا. لكن إن اعتمدنا على بعض الإحصائيات التقديرية فنسبة استخدام لينكس على سطح المكتب لا تتجاوز نسبة 2.5 بالمئة؛ ما يعني أن عدد مستخدمي لينكس يقدر بعشرات الملايين وليس قليلا كما يُعتقد. يشبه ذلك أن تقول أن 100 مليون ساكن لدولة معينة عدد قليل؛ فقط لأن 100 مليون يمثلون نسبة لا تتجاوز 1.50 فقط من مجموع سكان العالم الذي يقارب حاليا 8 مليارات. هل يُعَدُّ هذا قياسا صحيحا!

هذا ونحن نتحدث عن لينكس على سطح المكتب أما إن تحدثنا عن كون أندرويد يعتمد على نواة معدلة من لينكس وأنه الأكثر استخداما على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وجميع الأجهزة الذكية في حياتنا اليومية فسيتبيَّنُ لك أن عدد مستخدمي لينكس بالمعنى الحرفي ليس قليلا البتة بل يمثل النسبة الكبرى من المستخدمين.

10. لا حاجة لي لاستخدام لينكس ولم أستخدمه قطُّ في حياتي

نختم بهذا الخطأ الشائع لدى الكثيرين فمستخدم التقنية اليوم بحاجة فعلا لأنظمة لينكس سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؛ إن كنت تستخدم أندرويد يوميا أو حتى استخدمه لمدة وجيزة في حياتك أو كان لديك جهاز تلفزيون ذكي مثلا فأنت قد استخدمت نظاما معدلا مبنيا على لينكس، إذا كنت تستخدم منتجات وخدمات شركة Google (وبشكل خاص محرك البحث و Youtube) أو كنت تستخدم منصة Facebook أو حتى بعض خِدْمَات شركة Microsoft (خاصة الخِدْمَات السحابية) فأنت بالضرورة تستخدم لينكس يوميا بطريقة غير مباشرة لأن هذه الشركات لا توفر خدماتها لك إلا عبر خوادمها التي تعمل بنظام لينكس ولن تتمكن أنت كمستخدم عادي من الوصول للخدمة لولا وجود هذه الخوادم التي هي جزء لا يتجزأ من تجرِبة استخدامك.

خاتمة

كانت هذه أبرز الخرافات والمعتقدات الخاطئة التي أحببنا أن نركز على تصحيحها في مقالنا هذا بسبب الضرر والتضليل الذي تتسبب فيه لدرجة قد تصل لرهاب الأشخاص من لينكس، ثم تُسبب بعد ذلك الضرر للمجتمع بصفة عامة. بقي أن نذكر أن التقنية بصفة عامة وأنظمة تشغيل الحواسيب بصفة خاصة من أكثر مجالات العلوم (إن لم نقل أكثرها) التي يحتاج فيها المستخدم للتحديث والتجربة والبحث عن المعلومة من مصدرها الصحيح وليس بالاعتماد على القيل والقال. وبهذا نكون قد اختتمنا الجزء الثالث من سلسلة مقالات التعريف بلينكس. اِنتظرونا في جزء آخر قريبا إن شاء الله.

مسرور
مسرور
18
حزين
حزين
1
متحمس
متحمس
2
نعسان
نعسان
0
غاضب
غاضب
1
متفاجئ
متفاجئ
0
معاذ جِيجلي
معاذ جِيجلي
المقالات: 73