ما نظام لينكس: مدخل للتعريف بأنظمة جنو/لينكس

ما نظام لينكس؟ وما فلسفته وميزاته؟ ولماذا يُنصح باستخدامه؟ وهل لنظام لينكس نسخ مختلفة؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنجيبك عليها في هذا المقال ومقالات أخرى ضمن سلسلة التعريف بلينكس.

مقدمة

الساعات الذكية، الهواتف الذكية، الحواسيب الشخصية، خوادم الشركات، الأجهزة المنزلية (التلفزيونات الذكية، أجهزة الاستقبال، الثلاجات الذكية، أجهزة الميكرويف)، أجهزة إنترنت الأشياء (IoT)، الكاميرات الرقمية وحتى السيارات؛ كل هذه المجالات وغيرها لم نكن لنراها بهذا التطور الذي وصلت إليه اليوم لولا اعتمادها على نظام التشغيل لينكس. الحصة الكبرى من الأجهزة السالفة الذكر تعمل اليوم باستخدام لينكس أو أنظمة معدلة ومبنية على لينكس. وحسب آخر إحصائية (نوفمبر 2020) من موقع top500.org فإن أقوى 500 حاسوب خارق في العالم يعمل بأنظمة لينكس. باختصار يمكن القول أن لينكس في كل مكان في عالم التقنية اليوم.

إذن ماهو لينكس؟ وما الذي يميزه؟ وما الأسباب التي جعلته يهيمن على أغلب مجالات التقنية اليوم؟ كل التساؤلات السابقة تدعونا لتعريف المستخدم بنظام التشغيل لينكس (جنو/لينكس) كبديل ظهر بقوة على جميع المنصات وهو الآن يشتهر أكثر على الحواسيب الشخصية رغم هيمنة أنظمة ويندوز وماك على هذا النوع من الأجهزة حاليا. هذا المقال هو مدخل للتعريف بأنظمة جنو/لينكس وهو أول مقال لسلسلة التعريف بهذا النظام. والتي سننشر كل مرة جزءا جديدا منها على موقع عالم لينكس العربي.

ما لينكس؟

كلمة لينكس هي المصطلح الأشهر لأنظمة التشغيل جنو/لينكس. وفي الواقع فإن لينكس بحد ذاته هو النواة التي تمثل جزءا أساسيا من نظام التشغيل. لكنها لا تمثل النظام بأسره. فهناك العديد من العناصر والمشاريع التي لا غنى عنها لأي نظام تشغيل من نوع جنو/لينكس مثل: واجهة سطر الأوامر، المكتبات، نظام النوافذ، بيئة سطح المكتب وبرامج سطح المكتب. كثير من هذه العناصر تندرج تحت مشروع يسمى جنو (GNU).

ما نظام التشغيل؟

يمكن اعتبار نظام التشغيل كمجموعة برامج أساسية تعمل على استغلال عتاد وموارد الأجهزة الرقمية من أجل تمكين المستخدم من استخدام برامجه وتطبيقاته في أداء مهامه وبذلك فإن نظام التشغيل هو الوسيط بين العتاد وبين التطبيقات وبين المستخدمين. والذي لا يمكن بدونه أداء أي مهمة على أي جهاز مهما كانت هذه المهمة بسيطة أو معقدة بما أنه المسؤول عن إدارة وتنفيذ جميع هذه المهام.

ما مشروع جنو؟

جنو هو مشروع تقني نشأ سنة 1983 بواسطة ريتشارد ستالمان. الهدف الرئيسي من هذا المشروع هو بناء نظام تشغيل يكون متوافقا مع نظام التشغيل UNIX (نظام احتكاري كان رائجا في سبعينيات القرن الماضي). لكن مع التركيز على أهم مبادئ مشروع جنو وهو ضمان حرية المستخدمين في التحكم في أنظمة التشغيل الخاصة بهم عن طريق تطوير برامج حرة بشكل كامل. وهو ما يفسر سبب تسمية المشروع. حيث أن كلمة GNU هي اختصار لعبارة GNU’s Not Unix والتي تعني جنو ليس يونكس. وهو ما يمثل إشادة بالأفكار التقنية لنظام يونكس مع توضيح الفرق الجوهري بين المشروعين وهو الحرية.

ما نواة لينكس؟

عمل مطورو مشروع جنو حتى بداية تسعينات القرن الماضي على جميع الأدوات الأساسية لبناء نظام تشغيل متكامل باستثناء شيء واحد وهو نواة النظام. ورغم عملهم منذ ذلك الوقت على نواة تدعى GNU Hurd إلا أن هذه النواة لا تزال غير صالحة للاستخدام العملي. تزامن ذلك مع تطوير لينوس تولفالدس (طالب فنلندي في جامعة هلسنكي آنذاك) لنواة نظام متوافقة مع يونكس سنة 1991 سماها “لينكس“.

النطق الصحيح لكلمة لينكس هو “لينوكس” أو “linnucks“. سبب تسمية النواة بهذا الاسم يعود إلى جمع مطور النواة لينوس تولفادس بين اسمه الأول “Linus” وبين كلمة “UNIX” لينتج عن ذلك كلمة “Linux” التي لا تزال مستخدمة إلى الآن.

في بداية الأمر كانت نواة لينكس تخضع لرخصة خاصة تحظر على المستخدم توزيع المشروع بشكل تجاري. لكن بداية من 1992 أصبح لينكس يخضع لرخصة جنو العمومية النسخة الثانية (GNU GPL Version 2) وهي رخصة برمجيات حرة أنشأها ريتشارد ستالمان لترخيص مشروع جنو. هذه الرخصة تتيح لمستخدم نواة لينكس حرية استعمالها وتعديلها وإعادة توزيعها بالمجان أو بيعها.

ما الأصوب جنو/لينكس أم لينكس؟

يُكثِر العديد من الأشخاص منذ إنشاء المشروع وإلى اليوم استعمال لفظ لينكس فقط لوصف نظام التشغيل. لكن إذا نظرنا لبنية النظام والذي هو دمج للعديد من المشاريع التي اتبعت و تتبع فلسفة جنو ولو جزئيا، نجد أن لينكس يمثل نواة النظام فقط. وإذا نظرنا إلى تاريخ هذا النظام نجد أن لينكس (النواة) لم يكن إلا مبادرة جاءت لتكمل مسيرة مشروع نظام جنو الذين بدأ قبل لينكس بسنوات عديدة.

لذلك يرى الكثير من الأشخاص في مجتمع نظام جنو/لينكس وعلى رأسهم مؤسسة البرمجيات الحرة وريتشارلد ستالمان أنه من غير المنصف تسمية النظام باسم نواته لينكس فقط. لأن ذلك قد يعتبر نسب الكل (نظام جنو) للجزء (نواة لينكس). ما قد يعتبر إقصاء لمجهودات مشروع جنو الذي لولاه لما رأت النواة ولما رأى النظام النور ولما وصلا لهذا النجاح ولهذا التطور اللذين هما عليهما اليوم.

حسب مؤسسي مشروع جنو والكثير من أفراد مجتمع جنو/لينكس فإن تسمية النظام بلينكس فقط تساهم في إعطاء الصورة الخاطئة عن بنية النظام لغير الخبراء. فالخبراء وحدهم من يميزون بين لينكس كنظام ولينكس كنواة عند ذكر كلمة لينكس في سياق حديث معين. وهذا ما يؤدي إلى تعميم لفظ خاص بالنواة على جميع مكونات النظام. وهو ما يفعله الكثير من المستخدمين حاليا. والذين قد لا يعرفون أصلا بوجود مشروع جنو الذي تعمل نواة لينكس برخصته (رخصة جنو العمومية) منذ سنة 1992 (بعد مدة قصيرة من إصداره وحتى يومنا هذا). وهذه الرخصة بالذات كانت وما تزال من أهم الأسباب التي أوصلت النواة للنجاح الذي هي عليه اليوم.

إذن ما نظام جنو/لينكس؟

هو نظام تشغيل حر (بعض أنواع نظام جنو/لينكس فقط ينطبق عليها المعنى الحرفي لكلمة حر بنسبة 100%) ومفتوح المصدر، مجاني في أغلب الأحيان. يساهم في تطوير أجزائه الكثير من الشركات والمؤسسات والمجتمعات والأفراد حول العالم. يعتبر نظام جنو/لينكس بديلا لأنظمة تشغيل الحواسيب الشخصية الأخرى مثل ويندوز وماك. مع وجود أفضلية لأنظمة جنو/لينكس من ناحية الحرية، الأمان، الخصوصية، الأداء، الاستقرار وقابلية التخصيص. يرجى الانتباه إلى أن المقصود بكلمة بديل هو القدرة على أداء أغلب المهام التي تؤديها الأنظمة الأخرى. وليس المقصود بالبديل توفير نفس تجربة الأنظمة الأخرى، وأداء نفس المهام بنفس البرامج وبنفس الطريقة التي كانت تتم على الأنظمة الأخرى. لأن ذلك أمر مستحيل في عالم التقنية.

ما معنى حر؟

كلمة حر تعني بالانجليزية Free وقد يفهم السامع أو القارئ للكلمة الانجليزية بأن المقصود هو المجانية ولكن المقصود في الواقع هو الحرية. إذا وُصِف مشروع أو برنامج معين بأنه “حر” فهذا يعني أنه يخضع ويحترم الحريات الأربع التي وضعتها مؤسسة البرمجيات الحرة:

  • حرية استعمال البرنامج لأي غرض كان؛
  • حرية دراسة البرنامج وكيفية عمله وأيضا التعديل عليه؛
  • حرية مشاركة وتوزيع البرنامج الأصلي مع الآخرين؛
  • حرية مشاركة وتوزيع البرنامج المعدل مع الآخرين.

ما معنى مفتوح المصدر؟

فلسفة “المصادر المفتوحة” ظهرت في البداية كتسمية بديلة لمصطلح “البرمجيات الحرة” لتجنب المغالطات التي قد تحدث بسبب احتمال كلمة Free لمعنيين في اللغة الانجليزية: المجانية والحرية. لكن معنى المصادر المفتوحة تغير لاحقا ليعبر عن فلسفة أخرى تختلف عن فلسفة البرمجيات الحرة.

بصفة عامة فإن معنى المصادر المفتوحة هو توفير الشفرة المصدرية للبرنامج بحيث يمكن الاطلاع عليها والتعديل عليها واستغلالها في مشاريع أخرى. لكن هناك شروطا أخرى للمصدر المفتوح نصت عليها مبادرة المصدر المفتوح يمكن الاطلاع عليها من هذا الرابط.

الفرق بين البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة.

يشترك المفهومان في كثير من الشروط لكن المتعمق في هذين المفهومين يجد أن ” البرمجيات الحرة” هي حركة تقنية فلسفية اجتماعية تمنح المستخدم الحقوق الأربعة المذكورة سابقا دون التفريط في أي جزئية منها. أما “المصادر المفتوحة” فهي مبادرة تقنية بحتة تهتم بتسريع وتيرة التطوير وتحسين جودة البرمجيات عبر فتح مصدرها مع التضحية في بعض الأحيان ببعض شروط البرمجيات الحرة. ما قد يؤدي أحيانا إلى قبول المطورين والمستخدمين التعايش بين البرامج المفتوحة والبرامج المملوكة المغلقة. وهذه النقطة الأخيرة هي خط أحمر بالنسبة لمؤسسة البرمجيات الحرة. باختصار يمكن القول أن البرمجيات الحرة تركز على البعد الفلسفي لحرية التقنية. أما المصادر الحرة فتركز على الجانب العملي للتقنية.

ما فوائد ومميزات لينكس؟

  • نظام تشغيل مجاني ما عدا بعض النسخ القليلة من جنو/لينكس والمعدودة على أصابع اليد؛
  • سرعة وقوة الأداء على أنظمة جنو/لينكس؛
  • التطور السريع بسبب توفر الشفرة المصدرية لمختلف أجزاء النظام ووجود مجتمع كبير يزداد عدد أفراده يوما بعد يوم؛
  • الحماية من مشاكل الأمان والخصوصية (ليس بشكل تام ولكن بشكل أفضل بكثير من نظام ويندوز مثلا)؛
  • الدعم التقني والفني لأنظمة جنو/لينكس بسبب المجتمع الكبير وبسبب فلسفة البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة التي تركز على روح المجتمع؛
  • البساطة والسهولة في الاستخدام؛
  • قابلية تخصيص النظام بطريقة مذهلة حسب رغبة المستخدم؛
  • صلاحية أنظمة جنو/لينكس لجميع الأجهزة وحتى القديمة منها دون التضحية بالأداء الجيد.
  • توفر بدائل جيدة ومجانية للبرامج المملوكة الموجودة على أنظمة أخرى.

مكونات نظام التشغيل جنو/لينكس

كما ذكرنا سابقا فأنظمة جنو/لينكس تشمل عدة مكونات غير نواة لينكس. أبرز هذه المكونات هي:

محمل الإقلاع (Bootloader)

أول شيء يظهر للمستخدم عند تشغيل جهازه بعد تشغيل BIOS الخاص بالبطاقة الأم للجهاز. محمل الإقلاع هو برنامج يتمثل عمله في تمهيد تشغيل النظام على الأجهزة عبر البحث عن الأنظمة المثبتة على الجهاز وعرضها. ويكون على شكل شاشة تظهر بعد ضغط زر تشغيل الجهاز وتختفي مباشرة بعد اختيار النظام المراد تشغيله. من أشهر محملات الإقلاع في أنظمة جنو/لينكس: GRUB.

النواة (Kernel)

هذا هو الجزء الذي يُطلق عليه اسم لينكس. تمثل النواة الجزء الأساسي للنظام ويتمثل عملها في إدارة واستغلال وتعريف مختلف عتاد الأجهزة (المعالج، الذاكرة، بطاقة الرسوميات، بطاقة الشبكة، بطاقة الصوت، الأجهزة الخارجية…) من أجل تمكين البرامج والتطبيقات من أداء مهامها اعتمادا على هذا العتاد.

نظام التمهيد (Initialization System)

يُعرَف اختصارا ب Init. وهو أول برنامج تقوم النواة بتحميله منذ الوهلة الأولى لتشغيل النظام. وهو عبارة عن عفريت (Daemon) مسؤول عن توليد وتحميل جميع العمليات اللازمة لجعل نظام التشغيل يعمل بنجاح من لحظة اقلاع النظام حتى إيقافه وبالتالي فهو مسؤول عن تشغيل، إعادة تشغيل وإيقاف العمليات على النظام بما في ذلك تشغيل، إعادة تشغيل وإيقاف الحاسوب.

تعتمد أغلب أنظمة جنو/لينكس على Systemd كنظام تمهيد افتراضي رغم الجدل الذي لا يزال قائما حول هذا النظام منذ إنشائه وجعله افتراضيا في كثير من أنظمة جنو/لينكس بدل أنظمة تمهيد أخرى أشهرها SysV الذي لا يزال معتمدا من قبل أنظمة أخرى تفضل الالتزام بفلسفة يونكس التي تختصرها عبارة: “Do One Thing And Do It Well” والتي يعني مضمونها: “إصنع برنامجا يفعل شيئا واحدا ويفعله بشكل جيد”. و هو ما يرى نقاد Systemd أن هذا الأخير لا يحققه بما أنه سيؤدي في النهاية إلى نظام مبني على اعتماديات متشابكة.

العفاريت (Daemons)

العمليات التي يقوم نظام التمهيد Init بتشغيلها تستمر في الكثير من الأحيان في العمل في الخلفية. وتسمى هذه العمليات بالعفاريت (Daemons) وذلك بسبب طبيعة عملها (برامج تعمل في الخلفية دون تدخل من المستخدم ودون ملاحظته لذلك). يتمثل عمل العفاريت في جعل نظام التشغيل يعمل بالشكل المطلوب عبر إدارة الكثير من عمليات النظام مثل: تسجيل دخول المستخدمين، إدارة معلومات التسجيل، مراقبة الأجهزة المتصلة بالحاسوب، إدارة الاتصال بالشبكات، إدارة عمليات التخزين على الوسائط، إدارة الطابعات، إدارة إعدادات الطاقة وغير ذلك.

الصدفة (The Shell)

الصدفة هي مفسر الأوامر على أنظمة جنو/لينكس. يتمثل دورها في تنفيذ الأوامر التي يدخلها المستخدم عبر واجهة سطر الأوامر (Command Line) أو الموجودة في ملفات نصية والتي تدعى شفرة الصدفة المصدرية (Shell Script). الصدفة الافتراضية في أغلب أنظمة جنو/لينكس هي صدفة Bash التي تعتبر أداة قوية للمبتدئين والمحترفين على حد سواء.

الخادم الرسومي (Graphical Server) أو (Display Server)

يمكن اعتبار الخادم الرسومي كبرنامج أو نظام فرعي يُمَكِّنُ المستخدم من استعمال جهازه بطريقة رسومية. فهو المسؤول عن عرض واجهة المستخدم عبر الربط بين بطاقة الرسوميات، الشاشات وأجهزة الإدخال كالفأرة ولوحة المفاتيح.

أشهر وأكثر خادم رسومي استخداما هو X.Org الذي يعتمد على برتوكول عرض يسمى X11 أو اختصارا X. والذي لا يزال مستخدما في عديد أنظمة جنو/لينكس بشكل افتراضي إلى حد الآن رغم ظهور Wayland كبروتوكول عرض بديل. لكن هذا الأخير لا يزال غير افتراضي في أغلب التوزيعات بسبب عدم نضوجه بالشكل الكافي وبسبب استمرار اعتماد أغلب البرامج والتطبيقات الرسومية على برتوكول X حتى الآن.

بيئة سطح المكتب (Desktop Environment)

بيئة سطح المكتب تمثل الواجهة الرسومية التي تُمكِّن المستخدم من التفاعل مع النظام وأداء مهامه عليه بطريقة رسومية بدل استخدام سطر الأوامر. تشمل هذه الواجهة كل ما يظهر للمستخدم أثناء تعامله مع النظام مثل سطح المكتب، شاشة الدخول، شريط المهام، القوائم، شكل النوافذ، الإشعارات، طقم الأيقونات، طقم مؤشر الفأرة وغير ذلك بالإضافة إلى تشكيلة برامج أساسية خاصة بالواجهة.

في أنظمة جنو/لينكس تعتبر واجهة سطح المكتب عنصرا مستقلا عن النظام يمكن تغييره حسب رغبة مطوري النظام أو رغبة المستخدمين عكس أنظمة ويندوز وماك التي تكون فيها واجهة سطح المكتب جزءا مدمجا مع النظام. لذلك فالمستخدم حر في استعمال الواجهة التي يريد حسب تفضيله لشكل النظام وجمالياته وحسب موارد جهازه. وبإمكانه أيضا تخصيص الواجهة بالشكل الذي يناسبه. وأكثر من ذلك فالمستخدم يملك القدرة على تثبيت أكثر من واجهة على نفس النظام والاختيار بين هذه الواجهات المثبتة في شاشة الدخول.

من أبرز بيئات سطح المكتب أو واجهات سطح المكتب على أنظمة جنو/لينكس: KDE Plasma و GNOME و Xfce و MATE و Cinnamon و Budgie و Deepin (DDE) و Pantheon و LXQt و Openbox و Enlightenment وغير ذلك.

البرامج والتطبيقات (Applications)

تختلف البرامج حسب مجال عملها ومهامها لذلك فالمستخدم بحاجة لتثبيت العديد من البرامج الضرورية لإنجاز مهامه بما أن البرامج الأساسية التي تأتي مع النظام ومع الواجهة الرسومية ليست كافية في أغلب الأحيان.

تدعم العديد من البرامج أنظمة جنو/لينكس. وخاصة تلك التي تتبع فلسفة البرمجيات الحرة و المصادر المفتوحة وتوجد العديد من التقنيات لتثبيت واستعمال البرامج على جنو/لينكس. ولتسهيل عملية التثبيت يقوم مطورو أنظمة جنو/لينكس بتوفير متجر رسومي للبرامج مع أنظمتهم (كلمة متجر لا تعني أن البرمجيات مدفوعة فأغلب البرامج على أنظمة جنو/لينكس مجانية). هذا بالإضافة لطريقة التثبيت التقليدية عبر سطر الأوامر باستعمال مدير الحزم.

ما التوزيعة (Distribution)؟

خلال الفقرات السابقة من مقالنا ركزنا على استعمال عبارة أنظمة جنو/لينكس وليس نظام جنو/لينكس. وذلك لأنه لا يوجد نظام واحد اسمه جنو/لينكس كما هو الحال بالنسبة لويندوز وماك. فبفضل ثقافة البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة التي تركز على الحرية وعلى روح المجتمع فإن هناك نسخا أو أنواعا كثيرة من نظام جنو/لينكس يصل عددها إلى المئات. تسمى كل نسخة منها : توزيعة (Distribution) أو كما تعرف باختصار Distro.

سبب وجود العديد من التوزيعات المختلفة هو وجود شركات ومجتمعات مختلفة، تتبنى فلسفات مختلفة، وتطور توزيعاتها لأنواع مختلفة من الأجهزة، بمواصفات عتاد مختلفة، وبمعماريات مختلفة، وتوجهها لفئات مختلفة من المستخدمين، بمستويات تقنية مختلفة، ولأغراض استخدام مختلفة، وتُؤَمِّنُ بتوزيعاتها هذه تجارب مستخدم مختلفة اعتمادا على بيئات سطح مكتب مختلفة وبسياسات تحديث مختلفة.

بالنظر لجميع المعايير السابقة يمكن أن نستنتج بأن مستخدم أنظمة جنو/لينكس سيجد على الأغلب توزيعة واحدة على الأقل تناسب احتياجاته ومستواه التقني. وفي أغلب الأحيان لن يضطر إلى دفع أي مبلغ مادي مقابل توزيعته لأن معظم التوزيعات الموجهة للحواسيب الشخصية مجانية وأيضا بعض التوزيعات الموجهة للخوادم مجانية لكن مع التأكيد على أن توزيعات الخوادم المدفوعة أفضل من ناحية الدعم الفني والتحديثات والتوثيق.

من أبرز وأشهر توزيعات جنو/لينكس للحواسيب الشخصية:

  • لينكس منت Linux Mint؛
  • أم إكس لينكس MX Linux؛
  • أوبنتو Ubuntu؛
  • مانجارو Manjaro؛
  • بوب!_أو أس Pop!_OS؛
  • دبيان Debian؛
  • إيلمنتري Elementary؛
  • فيدورا Fedora؛
  • أوبن سوسا openSUSE؛
  • آرش Arch؛
  • ديبين Deepin؛
  • سولوس Solus؛
  • سلاكوير Slackware؛
  • جنتو Gentoo.

أما فيما يخص توزيعات الخوادم فأشهرها:

  • ردهات Red Hat؛
  • سنت أو أس CentOS؛
  • سوسا SUSE Linux Entreprise؛
  • أوبنتو سيرفر Ubuntu Server.

هذه بعض الصور التي تعرض لقطات من بعض التوزيعات المشهورة. مع ملاحظة أن كل توزيعة تعتمد على واجهة واحدة أو عدة واجهات و تجري عليها تخصيصا يتناسب مع رؤية مطوري هذه التوزيعة.

خاتمة

كان هذا مدخلا للتعرف على أنظمة جنو/لينكس وكما ذكرنا سابقا فسنقوم باستكمال سلسلة التعريف بلينكس هذه عبر عدة مقالات تتحدث عن مواضيع مختلفة أهمها:

إذا وجدنا إقبالا وتجاوبا مع سلسلتنا هذه فنسنقوم بإذن الله بعمل سلسلة مقالات أخرى يمكن اعتبارها كدليل للقادم الجديد إلى أنظمة جنو/لينكس. تشمل هذه السلسلة:

  • دليل تثبيت العديد من توزيعات جنو/لينكس المشهورة،
  • دليل تثبيت البرامج باستعمال مختلف التقنيات والصيغ الموجودة؛
  • دليل التعامل مع برامج النظام الأساسية؛
  • شرح واجهات أشهر البرامج على جنو/لينكس؛
  • دليل لأبرز البرامج الحرة ومفتوحة المصدر المجانية البديلة للبرامج الاحتكارية المملوكة؛
  • دليل التعامل مع مختلف مدراء الحزم على جنو/لينكس.

وبالطبع فلن تكون السلسلة مقتصرة على الجوانب التي سبق ذكرها بل سيتم معالجة مواضيع أخرى حسب نجاح السلسلة والضرورات المستجدة وأيضا حسب اقتراحات متابعينا. وسيتم تحديث هذا المقال بروابط المقالات القادمة مباشرة بعد إنشائها. شاركنا في التعليقات برأيك حول مبادرة هذه السلسلة، وهل استفدت من مقالنا هذا وأخبرنا أيضا باقتراحاتك من أجل المساهمة في نجاح هذه السلسلة.

مسرور
مسرور
6
حزين
حزين
1
متحمس
متحمس
15
نعسان
نعسان
0
غاضب
غاضب
0
متفاجئ
متفاجئ
3
معاذ جِيجلي
معاذ جِيجلي
المقالات: 72