مقدمة
كنا قد قدمنا في إحدى مقالاتنا السابقة مدخلا للتعريف بأنظمة جنو/لينكس شرحنا فيه مفهوم هذه الأنظمة، فلسفتها، ميزاتها، مكوناتها وأنواعها (توزيعاتها). اليوم سنتطرق أكثر لميزات أنظمة جنو/لينكس. أو بعبارة أخرى لماذا جنو/لينكس؟ ولماذا ننصح باستخدامه؟ وماهي الأسباب التي تجعله خيارا وبديلا جيدا بل ممتازا لسطح مكتبك؟
من المعروف أن الحصة السوقية لأنظمة جنو/لينكس أصغر من حصتي أشهر نظامين على سطح المكتب؛ ويندوز وماك. لكن هل يعني هذا أن النظامين المذكورين يتفوقان من حيث الميزات على أنظمة جنو/لينكس؟ أو بعبارة أخرى هل القاعدة المعروفة والقائلة بأن “الأشهر هو الأفضل” صحيحة في مجال أنظمة سطح المكتب؟ بالنسبة لي ومن خلال تجرِبة أنظمة جنو/لينكس كأنظمة أساسية للاستخدام اليومي لمدة قاربت 10 سنوات حتى تاريخ كتابة هذه الأسطر فهذه القاعدة خاطئة تماما. ولست بهذا أغرد خارج السرب؛ فالعديد من التقنيين الذي جربوا لينكس لمدة كافية تجعلهم ينصفون الحكم عليه؛ العديد منهم يفضلونه وينصحون به. ولنبدأ الآن باستعراض ميزاته.
لماذا جنو/لينكس؟
إليك أهم ثلاثة عشر سببا ارتأينا أن نقدمها لك لعلها تجعلك تخطو خطوتك الأولى نحو استخدام جنو/لينكس. هناك أسباب أخرى بالطبع لكن سنكتفي بهذه الآن.
1. مجاني: وفّر نقودك فلن تدفع أي مبلغ مقابل ترخيص نظامك
إن أردت استخدام نظام ويندوز أو ماك فإنه يجب عليك أن تدفع مقابل نظامك أو أن تستخدم طرقا غير قانونية لاستعماله؛ مستخدمو ويندوز عليهم أن يدفعوا مبالغ تبدأ من 139 دولار أمريكي كأقل تكلفة ممكنة لرخصة جهاز واحد فقط، أو أن يستخدموا النظام لمدة تجريبية يفتقدون بعدها لميزات أساسية أو أن يستخدموا نسخا مقرصنة وغير قانونية. مستخدمو نظام ماك عليهم أن يشتروا أجهزة شركة آبل بمئات أو آلاف الدولارات أو أن يستخدموا نسخة مقرصنة وغير قانونية من هاكنتوش. الأمر يختلف مع أنظمة جنو/لينكس.
أغلب أنظمة جنو/لينكس مجانية. ليس عليك دفع أي مبلغ للحصول على نسخ توزيعات جنو/لينكس أو على جهاز يعمل بها. وليس عليك اللجوء لقرصنة أنظمة التشغيل الأخرى والتعدي على حقوق الملكية. حمّل أي نظام تريد، ثبته على عدد غير محدود من الأجهزة واستخدمه لأي غرض تريد؛ شخصيا كان أو تجاريا. وأكثر من ذلك فبالإضافة لمجانية النظام ستستفيد أيضا من العديد من البرامج المجانية البديلة والمتوافقة مع جنو/لينكس. وستوفر بذلك مبالغ مهمة قد تستغلها في ترقية بعض قطع جهازك أو ربما شراء جهاز حديث. أليس ذلك أوفر لك؟
2. مفتوح المصدر: اِستخدم، اُدرس، عدّل وشارك نظامك كما تشاء
إحدى أهم ميزات جنو/لينكس هي أنه يندرج ضمن البرمجيات مفتوحة المصدر. وبفضل ذلك يمكنك اختيار ما يناسبك من بين العديد من التوزيعات، الحصول على نسخة منها، تجربتها قبل تثبيتها عبر مفتاح USB مثلا، استعمالها بالشكل الذي تريد، استكشافها، دراستها، الاطلاع على طريقة عملها، تعديلها بما يناسبك، توزيع نسخ منها أو من تعديلاتك عليها.
الإيجابيات السابقة مضمونة بفضل توفر الشفرة البرمجية (وهو ما لا يتوفر في البرمجيات الاحتكارية). ما يتيح للمستخدم التحكم بكل جانب من جوانب جنو/لينكس. وهو أمر ضروري إذا ما أردنا معرفة ماذا نستخدم؟ وكيف يعمل؟ وكيف نستخدمه بأحسن طريقة ممكنة؟ وضروري أيضا للمجتمع من أجل تطوير وتحسين هذه الأنظمة.
3. ليس معقدا: بل سهل التثبيت والاستخدام ومناسب للمبتدئين
صحيح أن نظامي ويندوز وماك من أسهل الأنظمة في التثبيت والاستخدام. لكن أنظمة جنو/لينكس وواجهاته وعلى غير الاعتقاد السائد بأن لينكس للمتقدمين فقط؛ قد تكون أبسط وأسهل من ويندوز وماك. لأن إحدى أولويات مطوري التوزيعات والواجهات هي تطوير واجهة المستخدم (UI). وتحسين تجرِبة المستخدم (UX) بناء على تقييمات وردود أفعال المستخدمين. وهذا ما يجعل تجرِبة الانتقال من النظامين المملوكين إلى لينكس سهلة وسلسلة وسريعة من ناحية التعود. ولن يحس المستخدم حينها بفرق ملحوظ بين التجربتين.
تجدر الإشارة هنا إلى أن تعدد التوزيعات والواجهات واختلاف أشكالها يوفر حرية الخِيار لجميع المستخدمين بناء على ما يناسبهم وما اعتادوه في أنظمتهم السابقة. فمثلا يستطيع المستخدم البَدْء بتوزيعات توفر نفس تجرِبة ويندوز تقريبا (مثل Zorin OS) أو ماك (مثل Elementary OS).
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن التطور الكبير للواجهات الرسومية في آخر عشر سنوات. وتبني كثير من التوزيعات لفلسفة تصميم خاصة أدى لتسهيل التجربة أكثر من أي وقت مضى. وأصبح بإمكان المستخدم العادي إنجاز جميع مهامه تقريبا باستعمال الواجهة الرسومية، دون الحاجة لاستخدام أي أمر من أوامر الطرفية. وهو ما يثبت خطأ فكرة ضرورة سطر الأوامر التي لا تزال رائجة لدى الكثيرين.
عمليات تثبيت أنظمة جنو/لينكس أصبحت أيضا سهلة مع تطور المثبتات الرسومية الموجودة وظهور أخرى جديدة بما يضمن تبسيط العملية للمستخدم وضمان عدم ارتكابه للأخطاء أثناءها (أخطاء حذف البيانات على القرص الصُّلْب مثلا). كُل ما يجب على المستخدم هو التركيز في محتوى خطوات التثبيت، عدم التسرع واللجوء عند الحاجة إلى وثائق المساعدة المتوفرة على الويب.
4. آمن: ليس بنسبة 100% لكن بصفة كبيرة وأفضل بكثير من غيره
لا شك أن سمعة ويندوز سيئة في نقطة الأمان. لذلك يجب على مستخدميه حماية أجهزتهم عبر تحميل أو شراء برنامَج لمكافحة الفيروسات (Antivirus). وهو ما يُعد حلا نسبيا لأن هذا البرنامَج قد يكون محدودا أو غير محدث أو معطلا.
على أنظمة جنو/لينكس لن تكون بحاجة لمضاد فيروسات؛ لأن هذه الأنظمة تتميز بمبادئ أمان وموثوقية صارمة. أبرز هذه المبادئ: فلسفة صلاحيات المستخدمين وصلاحيات الملفات، مفهوم مستودعات حزم البرامج وطريقة إدارة الحزم. وذلك ما يجعل النظام أقل عرضة للخطر مقارنة بالأنظمة الأخرى.
التطبيقات والبرامج على جنو/لينكس لا تستطيع إلحاق الضرر بالنظام إلا نادرا. ببساطة لأن أغلبها يعمل بصلاحية المستخدم العادي وليس المستخدم الخارق أو الجذر. حتى التطبيقات التي تستوجب استعمال صلاحيات الجذر لن تعمل إلا إذا أعطاها المستخدم الإذن لذلك عبر إدخال كلمة السر قبل تشغيلها. الملفات أيضا لا تملك الصلاحيات الكاملة للتنفيذ والعمل؛ بل صلاحيات محدودة. ولكي يعمل أي مِلَفّ تنفيذي يجب على المستخدم تغيير خصائصه وإعطاؤه الإذن لفعل ذلك. وبذلك فإن المستخدم هو من يقرر فيما يثق ومتى يعطي الصَّلاحِيَة لما يثق فيه.
لمّا كان لينكس مفتوح المصدر فهذا يعني أن الشفرة البرمجية متوفرة للاطلاع والتعديل. وعملية مراجعتها تتم باستمرار بفضل المطورين. لذلك فاكتشاف وترقيع الثغرات والعيوب الأمنية يكون أسرع مقارنة بالأنظمة المغلقة. وهذا ما يفسر وجود تحديثات كثيرة لنواة النظام ووجود إصدارات طويلة الدعم من نواة لينكس (Long-term support (“LTS”) kernel).
5. يحترم الخصوصية: لا يجمع بياناتك ولا يشاركها مع أطراف ثالثة
من المعروف أن ويندوز يجمع بيانات مستخدميه ويستخدمها لأغراض تجارية حتى لو جهلوا ذلك. لن نبالغ إن قلنا أنه يجمع كل شيء تقريبا. يكفي أن تزور صفحة سياسة الخصوصية في موقع مايكروسوفت أو أن تدخل إلى إعدادات الخصوصية في نظام ويندوز حتى تعرف كَمّيَّة بياناتك المعلن عن جمعها واستخدامها. أما غير المعلن فما خفي كان أعظم.
خصوصية وشفافية أنظمة جنو/لينكس تختلف عما سبق. لأنها لا تجمع أي بيانات شخصية عنك ولا تنشئ سجلات نشاطك وترسلها إلى خوادمها أو إلى أطراف ثالثة. كيف تتحقق ذلك؟ عدد كبير من مطوري وأعضاء المجتمع يدرسون الشفرة البرمجية باستمرار لمعرفة كُل ما يتم إرساله من النظام إلى الجهات الخارجية. لذلك تأكد أن هناك كثيرا من العيون تراقب أي محاولة لمراقبتك. وإن كنت تمتلك الوقت وكنت ملما بالبرمجة فإنك تستطيع المشاركة بفعل ذلك وتكليف مجتمعك الخاص كي يساعدك. وفي حال لم تعجبك سياسة خصوصية توزيعة معينة يمكنك بكل بساطة تغييرها إلى توزيعة تناسبك أكثر.
6. الأداء والاستقرار: سريع، قليل الأعطال، لا حاجة لإعادة تشغيله كل مرة
يُعد لينكس من أسرع الأنظمة وأكفئها وأكثرها استقرارا وأقلها تعرضا للأعطال. لذلك لن تحتاج لإصلاحه كل مرة ودفع ثمن ذلك. وأيضا لن تضطر إلى إعادة تشغيل جهازك بعد كل عملية تحديث أو بعد تثبيت وحذف بعض البرامج. ولن تشكو من بطء نظامك بعد مرور بضعة أشهر فقط على تثبيته. سيبقى بنفس السرعة التي كان عليها أول مرة. وذلك ما سيجنبك إعادة التثبيت كل مرة مثلما تفعل مع ويندوز مثلا. كل هذه العوامل هي ما جعلت لينكس موثوقا أكثر ليتربع على عرش أنظمة الخوادم وعلى عرش كثير من المجالات الحساسة.
7. التوافقية: متوافق مع العتاد، مع أنظمة الملفات ومع صيغ الملفات المختلفة
عند استعمال توزيعات لينكس الجاهزة للاستخدام يتعرف النظام على جميع قطع العتاد تقريبا. وذلك لأن التعريفات مدمجة في النواة المحدثة باستمرار. كما يعمل مطورو بعض التوزيعات على تضمين التعاريف مع توزيعاتهم في الصور المحملة من مواقعهم الرسمية، أو عند الإقلاع أو بعد التثبيت. ويمكن عند الضرورة القصوى تحميل التعريفات المتوافقة مع لينكس وتثبيتها يدويا.
بالنسبة لأنظمة الملفات المستعملة في الأنظمة الأخرى مثل NTFS و FAT في ويندوز و HSF في ماك؛ فلينكس يستطيع قراءتها والتعامل معها عبر أدوات خاصة تكون مثبتة افتراضية في التوزيعات الجاهزة ويمكن تثبيتها يدويا على غير ذلك من التوزيعات.
أما صيغ الملفات الأشهر فيستطيع لينكس أيضا التعامل معها وتشغيلها دون مشكلات. مع الأخذ بعين الاعتبار أن صيغ ترميز الفيديو والصوت تأتي مثبتة افتراضيا في التوزيعات الجاهزة. أما في التوزيعات الأخرى فيجب على المستخدم تفعيل أو إضافة مستودعات إضافية ثم تثبيت هذه الصيغ يدويا.
8. مناسب للعتاد الضعيف: سيعيد الحياة لجهازك العجوز
مع كل إصدار جديد لويندوز يصبح عدد كبير من الأجهزة القديمة غير مناسب لتشغيله بسبب متطلباته العالية. لكن هل هذا يعني أن صَلاحِيَة هذه الأجهزة انتهت؟ بالنسبة لويندوز فالإجابة هي نعم. أما بالنسبة لجنو/لينكس فالإجابة هي قطعا لا. فما دام جهازك قادرا على العمل فسنجد له توزيعة مناسبة تعيد الحياة له.
تتميز أنظمة جنو/لينكس باستهلاك موارد أقل من غيرها من الأنظمة. كما توفر بعض التوزيعات والواجهات أداء أفضل من غيرها على الأجهزة الضعيفة. جهازك الذي لم تعد تستطيع تشغيل ويندوز عليه سيعمل بكفاءة مع بعض التوزيعات الخفيفة والمتوافقة مع إمكاناته. حتى معمارية 32 بت القديمة لا تزال بعض التوزيعات تدعمها. تخيل أن توزيعة Q4OS بواجهة Trinity تتطلب فقط معالجا بتردد 300 ميغاهيرتز وذاكرة عشوائية بحجم 128 ميغابايت!
إذا لم ترض بأداء جهازك مع توزيعات جنو/لينكس الخفيفة وقررت شراء حاسوب جديد؛ فيمكنك استخدام القديم مع لينكس لوظيفة أخرى مثل خادم نسخ احتياطي، خادم ملفات، خادم ألعاب، نظام مراقبة أمنية، جدار ناري (Firewall) وغير ذلك.
9. تطبيقات مفتوحة المصدر ذات جودة: قد تكون بديلة وقد تغنيك تماما عما اعتدته
توفر أغلب توزيعات جنو/لينكس متجرا رسوميا للبرامج المجانية ذات الجودة. بعضها موجود على ويندوز وماك أيضا، بعضها يُعد بديلا لما يوجد هناك والبعض الآخر موجود فقط على لينكس. وتوفر كل توزيعة مستودعات برامج خاصة بها أو خاصة بالتوزيعات التي تكون مبنية عليها. ويتكفل القائمون على هذه المستودعات بتوفير أكبر عدد ممكن من البرامج المستقرة أو الحديثة (على حسب سياسة التوزيعة) وصيانتها وتحديثها باستمرار. ولتحكم أكبر في البرامج تعتمد كل توزيعة على أحد مدراء الحزم الموجودة. الذي يتيح خصائص تحكم متقدمة لا يوفرها متجر البرامج الرسومي.
بالإضافة لطريقة التثبيت التقليدية عبر المستودعات ومدير الحزم التقليدي؛ توجد طرق أخرى لتثبيت التطبيقات واستخدامها مثل AppImage و Flathub و Snap أو حتى بناء البرامج من المصدر.
10. التحديثات كما يجب أن تكون: شاملة، ليست إجبارية ولا تعطلك عن عملك
تحديثات جنو/لينكس مختلفة تماما عن تحديثات ويندوز المزعجة. فهو يمنحك التحكم الكامل فيها: تحديثاته أكثر فعالية لأنها تعمل على إصلاح مشكلات النظام والتطبيقات بسرعة. وأيضا تتم دون مشكلات. وتكون إما ترقيعات للإصدارات السابقة من حزم النظام والتطبيقات، أو نسخا جديدة من التطبيقات تحمل معها مزايا جديدة أو تشمل النوعين معا. وهذا ما يمثل شمولية في تحديثات للنظام والتطبيقات على حد سواء.
إشعارات التحديثات لا تظهر إلا بعد مرور وقت طويل على آخر تحديث. ولا تبدأ عملية التحديث إلا بعد موافقتك. يمكنك فعل ذلك في أي وقت أو يمكنك ألا تحدث أبدا. الأمر متروك لك. تستطيع تحديث ما تشاء من الحزم والتطبيقات وترك ما تشاء. وعند موافقتك على التحديثات يبدأ تحميل وتثبيت الحزم في الخلفية. ما يتيح لك استعمال النظام لأغراض أخرى في نفس الوقت مثل إنجاز المهام المستعجلة مثلا. عند اكتمال التحديث لن تلاحظ شيئا في أغلب الأحيان بل ستستمر في العمل على الجهاز بصفة عادية. ونادرا ما يطلب النظام إعادة التشغيل بعد التحديث. وتبقى حرية إعادة التشغيل أو تأجيلها في هذه الحالة بيدك.
11. الدعم المجتمعي: برمجية مفتوحة المصدر؛ مجتمع أكبر ودعم أفضل
ما يميز مجتمع جنو/لينكس هو روح المجتمع: ستحس كأنك وَسْط عائلتك. إذا واجهت مشكلة ما على نظامك ستجد غالبا العديد من الأشخاص الذين طرحوا نفس مشكلتك على الويب وستجد حلولا تفصيلية لها. وإذا لم تجد حلا لمشكلتك يمكنك إنشاء موضوع بذلك وانتظار مساعدة الأشخاص الذين يديرون ويزورون المنتديات والصفحات. وهم مستعدون دائما للرد على استفساراتك كلما كان ذلك ممكنا.
هذا بالإضافة لتوفير التوزيعات لويكي خاصة بها تشرح طريقة استعمال النظام وحل المشاكل من بداية تحميل التوزيعة حتى الإدارة المتقدمة للنظام. مع الأخذ بعين الاعتبار أنه كلما كانت التوزيعة مشهورة كلما كان مجتمعها أكبر وكلما زادت نسبة الدعم المجتمعي لها.
12. التخصيص: إبنِ وتحكم في كل جوانب نظامك من النواة حتى مظهر سطح المكتب
يمكن تخصيص النظام والتحكم في كل جوانبه بما يتناسب مع رغبتك وحاجتك. فمثلا يمكن بناء النواة والتعديل عليها، اختيار التعريفات المغلقة أو مفتوحة المصدر، بناء وتثبيت واجهة رسومية أو الاكتفاء بسطر الأوامر، تثبيت وحذف ما تشاء من التطبيقات وبناؤها من المصدر إن أردت ذلك.
يمكنك أيضا تخصيص سطح المكتب بما يتناسب مع ذوقك: تغيير الواجهة، تثبيت وتغيير السمات، تغيير مدير النوافذ، تثبيت الإضافات، تغيير طقم الأيقونات وطقم مؤشر الفأرة، حتى مظهر الطرفية يمكن تخصيصه.
13. لينكس في كل مكان: “الأشهر ليس الأفضل دائما” لكن “الأقوى هو الأجدر بالانتشار”
إذا قلنا أن لينكس في كل مكان فنحن لا نعبر بذلك عن شهرته بل نبرهن على نِقَاط قوته التي استعرضناها طوال هذا المقال. والتي لولاها لما حقق هذا الانتشار في شتى المجالات التقنية. لينكس موجود في كل مكان من أصغر ساعة ذكية حتى أكبر حاسوب خارق: في الحواسيب الشخصية، الحواسيب أحادية اللوحة، الخوادم، الساعات والهواتف والأجهزة اللوحية، أجهزة ألعاب الفيديو، أجهزة الشبكات، وسائل النقل، الآلات الصناعية، الروبوتات، المُعَدَّات الطبية، الكاميرات، الأجهزة المنزلية، إنترنت الأشياء. ماذا أيضا!
خاتمة
ختاما لحديثنا عن أفضلية جنو/لينكس نؤكد على أن الحكم بذلك من عدمه لا يكون إلا بعد التجربة الكافية والتعود. وهو فعلًا ما فعلته، وما فعله ويفعله من ينصحون بهذه الأنظمة. أما من يجزمون بأفضلية ويندوز وماك مثلا دون أن تكون لهم دراية جيدة بأنظمة جنو/لينكس. أو ربما بمجرد سماعهم بعض المعلومات المغلوطة عن هذه الأنظمة. أو ربما أيضا لإيمانهم بأن “الأشهر هو الأفضل دائما”. فأعتقد أن عليهم إعادة النظر في معايير حكمهم وربما عليهم التعمق أكثر في فلسفة جنو/لينكس. والنظر لواقع لينكس التقني اليوم، ولم لا؟ تجريب هذه الأنظمة لمدة كافية للحكم عليها.
بالنسبة لك عزيزي القارئ إن كنت لا تزال متيقِّنا من عدم حاجتك للينكس؛ فعليك أن تسأل نفسك بعض الأسئلة: هل نظامك يعمل كما يجب؟ هل هو قليل المشكلات؟ هل تعترضك مشكلات البطء، الأعطال، الإصلاحات المكلفة، الفيروسات، البرامج الخبيثة والضارة، التراخيص المكلفة، نقص الدعم المجتمعي، التحديثات الإجبارية والمليئة بالمشاكل، انتهاك الخصوصية، عدم قابلية التخصيص وغير ذلك؟ إن أجبت بنعم عن بعض هذه الأسئلة فقط فربما قد حان وقت تجريبك جنو/لينكس بحثا عن حلول جذرية لهذه المشاكل.
وكمعلومة أخيرة نود أن نخبرك أيها القارئ الكريم بأن العديد والعديد من المستخدمين يتحولون يوميا لاستخدام جنو/لينكس كنظام أساسي على أجهزتهم. أو على الأقل العديد منهم يجربون هذه التوزيعات بحثا عن الأفضل. أو بدافع الفضول وحب الاستكشاف. ومن يدري؟ ربما تكون أنت أحدهم. وربما تكون أنت القادم الجديد لعالم جنو/لينكس الرائع. لذلك حاول، جرب، اُحكم وقرر بنفسك.
أخبرنا عزيزي القارئ عن رأيك في الميزات التي استعرضناها في مقالنا هذا. وهل توافقنا الرأي فيها نظريا لحين التجربة؟ شاركنا فضلا بتجاربك مع جنو/لينكس إن كنت بالفعل مستخدما له. وإن كنت لم تفعل بعد؛ فهل ترغب بتجريبه مستقبلا؟ ننتظر مشاركاتكم في قسم التعليقات. وانتظروا بدوركم مقالات أخرى نكمل بها سلسلتنا هذه؛ “سلسلة التعريف بلينكس“.